المدة الزمنية 1100

حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلاممن اجمل و اروع حالات واتس اب الاشتراك في القناة من فضلك المملكة العربية السعودية

579 مشاهدة
0
29
تم نشره في 2021/03/22

هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها. فروي عن الشافعي أنه قال: هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين بابا من الفقه. قال أحمد: أحب لكل من عمل عملا من صلاة، أو صيام، أو صدقة، أو نوع من أنواع البر أن تكون النية متقدمة في ذلك قبل الفعل، قال النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات، فهذا يأتي على كل أمر من الأمور. وقوله: «وإنما لكل امرئ ما نوى» إخبار أنه لا يحصل له من عمله إلا ما نواه به، فإن نوى خيرا حصل له خير، وإن نوى به شرا حصل له شر. والنية في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة إنما يراد بها معنى الإرادة، ولذلك يعبر عنها بلفظ الإرادة في القرآن، كما في قوله تعالى: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة}. وقد يعبر عنها في القرآن بلفظ " الابتغاء " كما في قوله تعالى: {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله}. وعن مطرف بن عبد الله قال: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية. وعن ابن المبارك، قال: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية. وأصل الهجرة: هجران بلد الشرك، والانتقال منه إلى دار الإسلام، فمن هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله، ورغبة في إظهار دينه فهذا هو المهاجر إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لطلب دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها في دار الإسلام، فهجرته إلى ما هاجر إليه. وقوله: «إلى ما هاجر إليه» تحقير لما طلبه من أمر الدنيا، واستهانة به، حيث لم يذكر بلفظه. وسائر الأعمال كالهجرة في هذا المعنى، فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها، كالجهاد والحج وغيرهما، ففي " الصحيحين " «أن أعرابيا قال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله». يقول ابن رجب: واعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضا، لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة. وتارة يكون العمل لله، ويشاركه الرياء، فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضا. وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشريكه». فإن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء، مثل أخذه أجرة للخدمة، أو أخذ شيء من الغنيمة، أو التجارة، نقص بذلك أجر جهادهم، ولم يبطل بالكلية. فأما إذا عمل العمل لله خالصا، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك، لم يضره ذلك. وفي هذا المعنى روى مسلم من حديث أبي ذر مرفوعا: "تلك عاجل بشرى المؤمن». وبالجملة، فما أحسن قول سهل بن عبد الله التستري: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 3